عمرك شفت جنازة في مصر القديمة 🤔


رحلة جنازة في مصر القديمة: من طقوس التحنيط إلى العالم الآخر

رحلة جنازة في مصر القديمة: من طقوس التحنيط إلى العالم الآخر

الجنازة في مصر القديمة كانت رحلة روحية ومادية تُظهر اهتمام المصريين القدماء بالاستعداد للحياة الأخرى. إنها تجربة مليئة بالتقاليد المقدسة والرموز الدينية، وتعكس فهمًا عميقًا لفكرة الخلود. في هذا المقال، سنأخذك في رحلة خيالية تعود بك 3500 سنة لتعيش أجواء الجنازة المصرية القديمة من التحنيط إلى مراسم الدفن.


رحلة جنازة في مصر القديمة: من طقوس التحنيط إلى العالم الآخر

مراحل التحنيط: أسرار حفظ الجسد

التحنيط كان جزءًا أساسيًا من الاستعداد للحياة الأخرى، حيث اعتقد المصري القديم أن الجسد يجب أن يكون محفوظًا ليتمكن المتوفى من العيش مرة أخرى في العالم الآخر.

  1. إزالة الأعضاء الداخلية:

    • الأعضاء الداخلية كالمعدة والكبد والرئتين تُزال بعناية وتوضع في أوانٍ كانوبية تحمل رموزًا لأبناء حورس الأربعة.
    • القلب يُترك مكانه لأنه يُستخدم في محاكمة الموتى أمام أوزوريس.
  2. التجفيف باستخدام ملح النطرون:

    • الجثة تُغطى بملح النطرون لفترة تتراوح بين 40 إلى 55 يومًا.
    • الهدف هو إزالة كل السوائل لتجفيف الجسد تمامًا.
  3. الغسيل بمياه النيل:

    • يُغسل الجسد بمياه النيل كطقس مقدس يُعتقد أنه يربط المتوفى بخلق الحياة وتجددها.
  4. التزييت والتكفين:

    • تُدهن الجثة بزيوت عطرية مثل زيت الأرز وزيت حبة البركة، مما يساعد في الحفاظ على الجسد.
    • بعد ذلك، تُلف بشرائط من الكتان بشكل دقيق.

طقوس ما بعد التحنيط: طريق الروح إلى الأبدية

الموكب الجنائزي:

  • الموكب يبدأ بمشاركة الأقارب والأصدقاء الذين يندبون ويرقصون رقصات جنائزية خاصة.
  • الكهنة يقودون الموكب، حاملين التابوت المزخرف بالزهور ورسومات الآلهة التي تحمي المتوفى.
  • يتم عبور نهر النيل باستخدام عدة مراكب، كل واحدة لها غرض خاص، مثل نقل التابوت أو الأثاث الجنائزي أو أفراد الأسرة.

طقس فتح الفم:

  • طقس أساسي يتم بالقرب من المقبرة يُعرف بطقس "فتح الفم"، حيث يُعاد للمتوفى قدرته على التنفس، الرؤية، والأكل في العالم الآخر.
  • الكهنة يرددون تعاويذ مقدسة ويستخدمون أدوات خاصة لفتح الفم والعينين.

الدفن: رحلة الروح تبدأ

  • بعد أداء الطقوس، يُوضع التابوت داخل غرفة الدفن المليئة بالقرابين والطعام والزهور.
  • يتم إغلاق المدخل بالحجارة والأتربة لضمان حماية المتوفى.

الدفن للفقراء:

  • الفقراء الذين لم يكن لديهم موارد كافية لشراء مقابر فاخرة كانوا يستخدمون "عروسًا خشبية" تُدفن في مقبرة عائلية، بينما يُدفن الجسد نفسه بالقرب منها، في محاولة للحصول على الخلود بنفس الطريقة.

الموسيقى والرقص في الجنازة المصرية

  • الراقصون "موو" كانوا جزءًا أساسيًا من الطقوس، حيث يرتدون ملابس خاصة ويرقصون على أنغام الدفوف.
  • الندابات (نساء متخصصات في الندب) يمثلن الإلهتين إيزيس ونفتيس، وهما من أبرز رموز الحماية والحب في الميثولوجيا المصرية.

رسالة الموتى للأحياء: طقس كسر الفخار

طقس "كسر الفخار" كان يُجرى كجزء من مراسم الجنازة، ويهدف إلى ضمان عدم عودة روح المتوفى إلى عالم الأحياء لإزعاجهم.


خاتمة: رحلة نحو الخلود

الجنازة في مصر القديمة كانت رحلة مليئة بالرموز والطقوس، حيث تؤكد على اعتقاد المصريين القدماء بالخلود والحياة الأخرى. تلك الطقوس المعقدة تُظهر الاحترام الكبير الذي كان يُكنه المصري القديم للموتى، والاهتمام بالتحضير لعالم أزلي مليء بالسعادة والراحة.


روابط داخلية مقترحة:

روابط خارجية مقترحة:

تعليقات